حلم الحمل بعد الأربعين… القصة اللي غيرت كل المفاهيم

كتير من الناس بيشوفوا الصور اللامعة على إنستجرام: سيدة فوق الأربعين، مبتسمة وسعيدة، حامل بعد سنين، كأن الموضوع كان سهل وبسيط، كأنها صحت يوم وقالت “أنا حامل”. لكن الحقيقة؟ الحقيقة حاجة تانية خالص. إحنا النهاردة مش جايين نحكي نهاية سعيدة بس، إحنا جايين نحكي بداية طريق طويل، مليان وجع وأمل، مليان دموع وفرحة، ومليان خيبات كانت تقطع القلب… لكن وسط ده كله، كان في صوت صغير جواها بيقول “لسه في أمل”.

القصة بدأت في آخر 2022، كانت وقتها تقريبًا عندها 40 سنة. قررت هي وزوجها يبدأوا رحلة الحمل بشكل طبيعي: نتابع التبويض، نعمل الفحوصات المعتادة، نمشي بالمنطق والخطوات المتعارف عليها. وزي ما كل واحدة في سنها تعرف، الوقت مش في صفها، لأن الحمل في الأربعين مش زي العشرين ولا التلاتين. هو سباق مع الزمن بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

في يناير 2023، عملت أشعة الصبغة. النتيجة؟ ممتازة. قنوات فالوب سليمة، التحاليل تمام، البويضات بتستجيب كويس، وكل شيء بيقول “الطريق مفتوح”. فقلنا يلا نبدأ خطوة الحقن المجهري، وفعلاً بدأنا في مارس.

لمشاهدة الفيديو من هنا: https://youtu.be/zEIiWl9PPX0?si=C1wF018NKAnPoVXn

سحبنا عدد بسيط من البويضات، وده كان متوقع، ونجحنا نكوّن 3 أجنة: اتنين ممتازين، وواحد متوسط الجودة. قررنا نرجعهم، ورجعناهم. لكن للأسف، النتيجة كانت اختبار حمل سلبي. رقمه طالع أقل من 2.

ساعتها الأسئلة اللي بتكسر القلب بدأت: طيب ليه الدورة اتأخرت؟ الأجنة اللي رجعناها راحت فين؟ ليه مفيش حمل؟ وهل في أمل تاني؟ وكانت الإجابات أصعب من الأسئلة نفسها. لأننا كأطباء، بنعرف أحيانًا الإجابة الطبية، لكن مش بنعرف نجاوب على الإحساس بالفشل والإحباط اللي بيوصل للعمق.

مرت شهور من الألم النفسي، من الشك في كل شيء. وجع في الجسم من الحقن، وجع في القلب من الانتظار، إحساس بالخسارة حتى من غير خسارة محسوسة. وكل ده في عمر 41. يعني الوقت بيمشي بسرعة، وأمل الحمل بيقل.

في أكتوبر 2023، رجعنا نتابع التبويض الطبيعي. عملنا تحاليل جديدة، لقينا إن هرمون FSH ارتفع، والمخزون قل بشكل واضح. ورغم المحاولات، كل اختبار حمل ييجي بالسلب. اختبارات تحولت لشبح مخيف، مجرد التفكير فيها يجيب القلق.

لحد ما جينا لأول يناير 2024. قررنا نجرب التلقيح الصناعي. يمكن يحصل. وعملناه. لكن المفاجأة؟ الدورة نزلت قبل حتى ما نعمل اختبار الحمل. كأنها بتقول: مفيش حتى أمل نتخيله.

وقتها قررت كطبيب أقولها: “روحي لحد تاني، يمكن يقدر يساعدك أكتر”. لكن هي قالتلي بكل ثقة: “إنت اللي هتبلغني إني حامل”. الكلمة دي كانت تقيلة، مؤثرة، ومسؤوليتها كبيرة.

في فبراير 2024، بدأنا تجربة جديدة للحقن المجهري. المرة دي الأدوية كانت بجرعة أقل، وبروتوكول مختلف شوية. وسحبنا خمس بويضات. ودي كانت معجزة حقيقية! الخمس بويضات اتحولوا لخمس أجنة! وده مش الطبيعي في السن ده. قررنا نجمدهم ونستنى دورة مناسبة.

جهزنا نفسنا لدورات الإرجاع، لكن مرة لقينا التحاليل مش حلوة، مرة الدورة مش مناسبة. اتأجل أكتر من مرة، وفي وسط ده قولنا طب ما يمكن يحصل حمل طبيعي! جربنا، وبرضو محصلش.

لحد ما جه شهر يونيو 2024، وتحديدًا يوم وقفة عرفة. يوم كله بركة وروحانية. قررنا نرجع الأجنة. فريق المعمل، رغم إنه كان يوم أجازة، جه مخصوص علشان الحالة دي. ورجعنا الأجنة في وقت مليان دعاء وخشوع.

أسبوعين مرّوا. العيد عدى، والانتظار قاسي. وفجأة، بعتتلي تسجيل صوتي: “أنا عملت التحليل، بس مش قادرة أشوفه. حضرتك شوفه وبلغني”. صوتها كان مليان خوف، وتعب، وتمنّي.

النتيجة؟ 679.

الرقم ده مش مجرد تحليل. الرقم ده صرخة فرح بعد صمت طويل. ده رجوع الروح بعد تعب السنين. بعد أكتر من 10 اختبارات سلبية، وأدوية وحقن وعيادات وانتظار، أخيرًا… حصل الحمل.

كل اللي حواليها كانوا بيقولولها: “غيري الدكتورة”، “جربي عند حد تاني”. حتى أنا، كطبيبها، قلتلها كده. لكنها تمسكت بيّا، وبالإيمان اللي جوانا كلنا إن فيه حاجة حلوة هتحصل.

الحمل جه بعد 42 سنة من العمر. بعد سنتين من المحاولات. بعد ما الكل قال “مفيش أمل”. وبعد ما الكل تعب، هي فضلت عندها يقين. كان عندها ضعف في البطانة، وكان عندها مشاكل في المخزون، وكان عندها إخفاقات، لكن ما فقدتش أملها.

اللي بيشوف النتيجة النهائية ما يعرفش الرحلة. ما يعرفش كمية الدموع، والتعب، والمصاريف، والوجع الجسدي والنفسي. لكن اللي بيعيشها، بيعرف إن الحمل مش مجرد نتيجة، هو قصة كفاح.

الرحلة دي مش بس كانت علشان طفل، كانت علشان الروح ترجع، علشان الثقة ترجع، وعلشان كل واحدة بتحلم تبقى أم، تعرف إن مش كل اختبار سلبي نهاية، ومش كل تأخير معناه فشل.

وفي النهاية، اللي حصل مش بس معجزة طبية، لكنه كمان دليل إن الإصرار، والدعم، والصبر، بيغيروا كل حاجة. وإن الطبيب الحقيقي مش بيبيع وعود، لكن بيمشي المشوار معاكِ بكل صدق.

والنهاردة، بعد كل ده، فيه طفل جاي. وفيه قلب بيرجع يدق من جديد. وفيه حلم اتحقق، رغم إن الكل قال مستحيل، ودي رسالة ليكي إنك ما تحبطيش وما تيأسيش وأن الفشل والمحاولة ده جزء من الرحلة ومن غيره عمرنا ما هنوصل لأي هدف في حياتنا.

ولو بتاعني من تأخر الإنجاب، جمعنا لك هنا كل الموضوعات الخاصة بتأخر الحمل في دورس مفصلة بمعلومات علمية موثقة ومرتبة، علشان نساعدك توصلي لحلم الأمومة اللي تستحقيه: 

رسالة لكي من بطلات سبقوكي لتحقيق حلم أمومتهم – TBIBTY 

طبيبتي