هل يمكن أن تكون المرأة “عقيم” رغم انتظام الدورة الشهرية؟
سؤال مهم جدًا يتكرر من سيدات كثيرات:
“هل ممكن أكون عقيم (غير قادرة على الحمل) ، رغم إن دورتي منتظمة وبتيجي في معادها؟”
دكتورة ريهام الشال اخصائي طب وجراحات النساء والتوليد والحقن المجهري وتأخر الإنجاب، تقول: نعم، ممكن. لكن خلينا نوضح كل حاجة بهدوء.
أولًا، أنا مش بحب أبدًا أستخدم كلمة “عقيم”، لأن ربنا سبحانه وتعالى قادر على كل شيء، ومفيش حاجة اسمها نهاية الأمل.
لكن في حالات بيكون فيها تأخر في الحمل، حتى لو كل حاجة شكلها طبيعي من بره.
يعني إيه؟
يعني ممكن الدورة تكون منتظمة، وكل شهر بتيجي في نفس الميعاد، ومفيش أي اضطرابات، ومع كده يحصل تأخر في الحمل.
ليه؟
لأن الإنجاب مش بيعتمد بس على انتظام الدورة. في أسباب كتير ممكن تكون مخفية، ومابتبانش غير بالفحوصات الدقيقة.
لمشاهدة الفيديو من هنا:
قصة حقيقية من العيادة
في سيدة فضلت تحاول تحمل لمدة 6 سنين.
كل الفحوصات كانت ممتازة، هي وجوزها، والدورة منتظمة، والبويضات سليمة، وكل مرة تاخد منشطات وتتابع التبويض، بس مفيش حمل.
ولما جات العيادة وطلبت منشطات تاني، اقترحنا عليها تعمل أشعة بالصبغة.
وهنا كانت المفاجأة:
الأنابيب (قناتي فالوب) اللي المفروض البويضة تعدي منها، كانوا مسدودين تمامًا!
يعني الطريق للرحم مقفول، ومفيش أي فرصة للحمل الطبيعي.
طبعًا بمجرد ما اتعرف السبب، اتجهت السيدة للحقن المجهري، وربنا أكرمها بالحمل.
هل وجود أنبوبة واحدة يكفي؟
آه، في سيدات كتير حملوا بأنبوبة واحدة، بس لو الاتنين مقفولين، بيكون الحمل الطبيعي شبه مستحيل. وهنا بيكون الحل في التلقيح الصناعي أو الحقن المجهري.
هل كل حاجة بتبان من الدورة الشهرية؟
لأ. الدورة مش دايمًا بتكشف كل حاجة، في ستات عندهم انتظام كامل وتحاليلهم ممتازة، لكن في موانع خفية بتمنع الحمل.
زي مثلًا: انسداد الأنابيب، أو مشاكل في الرحم، أو ضعف في المبيض مش ظاهر في التحاليل العادية.
طيب إمتى نبدأ القلق؟
لو مر سنة كاملة من الزواج، وكان في علاقة منتظمة، ولسه مفيش حمل، يبقى لازم نبدأ نتحرك ونعمل فحوصات.
لكن لو عندك واحدة من الحالات دي، يفضل تتحركي أسرع، قبل ما تكملي السنة:
• لو فوق سن 35
• لو عندك تاريخ لدورة مش منتظمة قبل الجواز
• لو في حالات ضعف مخزون مبيض في العيلة
• لو في انتفاخ أو بروز غريب في البطن
مثال: في سيدة من كندا كان عندها بروز في البطن رغم إنها نحيفة، ولما اتعمل لها فحص، اتضح إن في ورم ليفي كبير في الرحم.
وبعد ما اتشال، رجع شكل بطنها لطبيعته، وبدأت رحلة العلاج من تأخر الإنجاب.
في النهاية..
ما تضيعيش وقتك.
لو بتسألي نفسك: “ليه مفيش حمل لحد دلوقتي؟”، اعرفي إن الوقت عامل مهم جدًا.
كل ما عرفتي السبب بدري، كل ما زادت فرصك في الحمل، وكان العلاج أبسط وأسرع.
ربنا يرزق كل مشتاق بالذرية الصالحة، ويجعل كل خطوة ليكِ في الطريق ده سبب للفرحة.
لقراءة مقالات أكثر عن تأخر الإنجاب من هنا: https://youtu.be/EkQKk6XV764?si=oKvaEDxD1mZHx4kN