“مادة سحرية” للحمل… لماذا تجاهلها الأطباء رغم فعاليتها؟
هل من المعقول أن يكون هناك سبب فعّال لتحسين فرص الحمل، ونغفل عنه لسنوات؟ الحقيقة التي قد تدهشك أن هناك مادة علمية معروفة وموجودة في أجسامنا بالفعل، لكنها لم تكن تحظى بالاهتمام الكافي حتى من الأطباء أنفسهم، رغم أن الأبحاث أثبتت أنها تلعب دورًا محوريًا في زيادة فرص الحمل بشكل طبيعي، حتى بعد سنوات من التأخر.
ما هذه المادة؟ ولماذا هي مهمة؟
تقول دكتورة ريهام الشال، اخصائي طب وجراحات النساء والتوليد والحقن المجهري وتأخر الإنجاب، اسمها “كيو إنزيم كيو 10” (Coenzyme Q10)، وهي مادة مضادة للأكسدة تُنتج طبيعيًا داخل الجسم، ولكن في بعض الحالات تقل نسبتها بشكل ملحوظ، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من حالات التهابات مزمنة أو مع التقدم في العمر.
الأبحاث أثبتت أن تناول 200 ملغ من هذه المادة يوميًا يساهم بشكل مباشر في تحسين جودة وعدد البويضات، ويساعد في تكوين أجنة ذات جودة أعلى، بل ويزيد من فرص ثبات الأجنة ويقلل من احتمالية الإجهاضات المبكرة.
لكن ما علاقتها بالتخلص من “القمامة” داخل الجسم؟
مثلما نخرج القمامة من بيوتنا يوميًا، يقوم الجسم بعمليات حيوية ينتج عنها “فضلات” خلوية تُعرف باسم “الفري راديكلز” (الجذور الحرة). تراكم هذه الجذور الحرة يضر بخلايا الجسم، ويُضعف وظائفها، وهنا يأتي دور “مضادات الأكسدة” مثل كيو إنزيم كيو 10 التي تعمل كمكنسة تنظيف دقيقة، تخلص الجسم من هذه السموم وتعيد التوازن.
لمشاهدة الفيديو من هنا: https://youtu.be/HLg7TA_ayhA?si=GQIZ4vU4e8Ax4aR7
لماذا تهمنا هذه المادة في حالات تأخر الحمل؟
لأن بعض أكثر الأسباب شيوعًا لتأخر الإنجاب مثل تكيس المبايض وبطانة الرحم المهاجرة، ترتبط بحالات التهابية مزمنة. وفي هذه الحالات، تنخفض نسبة “كيو إنزيم كيو 10” في السائل المحيط بالبويضات، ما يضعف جودتها وقدرتها على الانقسام والتطور.
بتعويض هذا النقص، يمكن تقليل الالتهاب، تحسين جودة البويضات، وزيادة فرص الحمل بشكل طبيعي. ولا يتوقف دورها هنا فقط، بل يساعد أيضًا في تقوية الأجنة وتحسين التعبير الجيني داخلها، ما يقلل فرص الإجهاض ويزيد احتمالية اكتمال الحمل حتى نهايته.
وهل لها فوائد عند الرجال؟
نعم، هذه المادة تلعب دورًا مهمًا في تحسين جودة الحيوانات المنوية، وبالتالي فهي تدعم الخصوبة من الجانبين، الذكري والأنثوي.
من أين نحصل على هذه المادة؟
جسم الإنسان ينتجها طبيعيًا، لكنها قد تنخفض لأسباب مثل التقدم في السن، الالتهابات، وأحيانًا لأسباب وراثية. لذا، يمكن تعزيزها من خلال:
1. الغذاء: وتحديدًا الأسماك، التي تعتبر المصدر الأغنى، يليها الكبد والقلب والبنكرياس.
2. المكملات: ويمكن تناولها في شكل أدوية (تحت إشراف طبي فقط)، وتصل الجرعة المناسبة لتحفيز الحمل إلى 200 ملغ يوميًا.
هل هناك آثار جانبية؟
نعم، لأنها مادة تذوب في الدهون، فإن زيادتها عن الحد قد تسبب آثارًا جانبية مثل الإسهال أو الطفح الجلدي. لذا لا يُنصح أبدًا بتناولها دون استشارة طبيب مختص.
متى يظهر مفعولها؟
على عكس بعض الأدوية السريعة المفعول، تحتاج هذه المادة إلى مدة لا تقل عن 8 أسابيع تقريبًا (شهرين) لتبدأ نتائجها في الظهور. لذا، يجب التحلي بالصبر والانتظام عند استخدامها ضمن خطة علاجية شاملة.
السؤال الأهم: لماذا تقل هذه المادة في الجسم؟
1. الالتهابات المزمنة: مثلما تتراكم القمامة في البيت وتحتاج منّا جهدًا إضافيًا، كذلك في الجسم. كلما زادت الالتهابات، زاد الضغط على الجسم وفقد القدرة على إنتاج هذه المادة.
2. التقدم في العمر: مع الوقت، تقل قدرة الجسم على تصنيعها بكفاءة، مما يجعل الحاجة لتناولها من الخارج أكبر.
النصيحة الأهم؟
اعتمدي على الغذاء السليم أولًا، خاصة الأسماك والأعضاء الحيوانية الغنية بـCoQ10، ولا تلجئي إلى المكملات إلا بإشراف طبيب مختص. فالمكملات لها فوائد عظيمة، لكنها ليست لعبة، وقد تؤذي أكثر مما تنفع إن أُخذت بشكل عشوائي.
ولو بتاعني من تأخر الإنجاب، جمعنا لك هنا كل الموضوعات الخاصة بتأخر الحمل في دورس مفصلة بمعلومات علمية موثقة ومرتبة، علشان نساعدك توصلي لحلم الأمومة اللي تستحقيه:
رسالة لكي من بطلات سبقوكي لتحقيق حلم أمومتهم – TBIBTY طبيبتي