أصعب حالة حقن مجهري مرت علينا: انعدام الحيوانات المنوية وضعف جودة البويضات في العشرينات
في مقال أنهاردة هنتكلم على أصعب حالة حقن مجهري مرت على دكتورة ريهام الشال في عيادة طبيبتي، والحقيقة هدفنا من كلامنا عن الحالة دي إننا ندي أمل لكل سيدة بتسعى لتحقيق حلم الأمومة وقلقانة وحاسة إن حالتها ممكن تبقى صعبة أو مافيش منها أمل، بس احنا حابين نطمنك، دايما الأمل موجود!
تقول دكتورة ريهام الشال، أخصائي طب وجراحات النساء والتجميل والحقن المجهري وتأخر الإنجاب: أصعب حالة مرت عليّ كانت لزوجين شابين، والزوج كان يعاني من مشكلة كبيرة جدًا في الحيوانات المنوية.
المشكلة كانت صادمة لأن الزوج لا يزال شابًا صغيرًا، لكن رغم ذلك لم يكن هناك أي حيوانات منوية في السائل المنوي.
ولأن حالتهم كانت شديدة الصعوبة، اضطر الأطباء المختصين في أمراض الذكورة لأخذ عينة من الخصية مباشرة، وبعدها قمنا بتجميدها، لأنه كان من المحتمل ألا نتمكن من استخراج عينة أخرى. الخطوة دي كانت ضرورية جدًا للحفاظ على أي فرصة ممكنة.
وبعد الانتهاء من الجزء المتعلق بالزوج، انتقلت الحالة إلى فريق النساء والحقن المجهري، وبدأنا بروتوكول العلاج.
لكن المفاجأة كانت في أن الحالة لم تسر بسلاسة من جهة الزوجة أيضًا.
لمشاهدة الفيديو من هنا: https://youtu.be/1Xcl-fH6_4U?si=L6JxGwcjEmyZ0Fiy
رغم أن الزوجة كانت صغيرة في السن، في أوائل العشرينات، إلا أننا بعد تنشيط التبويض خرجنا بـ عدد 20 بويضة، ولكن الصدمة كانت في جودة البويضات.
البويضات كانت سيئة الجودة بشكل كبير، كانت أشبه بالبويضات “المحروقة” — أي غير صالحة تمامًا، وكأنها تعرضت لأذى أو خلل كبير.
هذه الحالة تُعرف علميًا بوجود تفتت أو ضعف في البويضات، وهو أمر نادر الحدوث في هذا السن. البويضات لم تكن بالنقاء والجودة التي نتوقعها عادة من فتاة في العشرينات.
فتخيلوا، عندنا مشكلة كبيرة جدًا في الحيوانات المنوية لدى الزوج، ومعها أيضًا مشكلة في البويضات عند الزوجة.
وبعد كل هذه الجهود، من بين 20 بويضة لم نحصل سوى على 3 أجنة فقط.
واحد منهم فقط كان بدرجة جيدة (درجة أولى أو ثانية)، أما الجنينان الآخران فكانا بدرجة ضعيفة جدًا، فقط بهما انقسامات أولية، لكن لم يصلا للمستوى الذي نتمناه.
وتتابع دكتورة ريهام الالشعندما وصلني الخبر من المعمل أن 20 بويضة لم ينتج منها سوى 3 أجنة فقط، كانت صدمة شديدة وإحباط كبير، لكني سلّمت أمري لله، وقلت: “هذا قضاء الله وقدره.”
ونظرًا لسوء جودة الأجنة وعدم توفر عدد كافٍ منها، لم أتمكن من تجميد أي منها، واضطررنا إلى إرجاع الثلاثة أجنة جميعًا في نفس الدورة.
وفي هذه اللحظة، دعوت الله بكل ما أملك من يقين، أن يُكتب لهذه الحالة النجاح، لأننا ببساطة قد لا نتمكن من إعادة التجربة مرة أخرى:
• لأن فرصة استخراج حيوانات منوية من الزوج مرة ثانية تكاد تكون معدومة.
• ولأن الزوجة، وهي في العشرينات، أخرجت بويضات بهذه الجودة السيئة، فما بالك بالمستقبل مع التقدم في العمر؟
ثم جاء اليوم المنتظر، يوم اختبار الحمل.
كانت النتيجة رائعة ومذهلة، ربما لأنها لم تكن تعرف كل تفاصيل صعوبة الحالة، لذلك كانت تتعامل مع الأمور بهدوء.
أنا لم أخبرها بكل شيء منذ البداية، فقط شرحت لها بصورة مبسطة أننا لم نحصل إلا على ثلاثة أجنة، وأنها خضعت لظروف غير تقليدية.
ولكن عندما جاءت النتيجة، كان اختبار الحمل إيجابيًا.
سبحان الله، حدث الحمل!
فرحتنا لم تكن عادية، دموع وفرحة ودعاء وذهول.
كنا جميعًا نبكي من الفرحة، وكل من في الفريق كان يدعو لهذه الفتاة من قلبه، لأننا كنا نعلم حجم التحديات التي واجهتها.
واحدة من أقرب اللحظات لقلبي كانت عندما قلت لها: “تعالي نسمع النبض”.
وسمعنا معًا نبض الجنين لأول مرة. نبضات تنبض بالحياة، بالأمل، بالمعجزة.
كنا نردد جميعًا: “الحمد لله، الله أكبر.”
كل من حولها كان يدعو لها، حتى إحدى قريباتها قالت لي:
“يا دكتورة، والله دي مش بس بنتي، دي أختي وأمي في نفس الوقت، طمّنتينا من قلبنا.”
اليوم، بفضل الله، هذه السيدة تنتظر مولودها، ونحن جميعًا نردد:
“اللهم بارك، اللهم تمم على خير.”
ولو بتاعني من تأخر الإنجاب، جمعنا لك هنا كل الموضوعات الخاصة بتأخر الحمل في دورس مفصلة بمعلومات علمية موثقة ومرتبة، علشان نساعدك توصلي لحلم الأمومة اللي تستحقيه:
رسالة لكي من بطلات سبقوكي لتحقيق حلم أمومتهم – TBIBTY طبيبتي